موضوع: الملــــــــكة رانيـــا العبــــد الله الجمعة أغسطس 24, 2007 7:56 am
ولدت جلالة الملكة رانيا العبدالله (رانيا الياسين سابقاً) في مدينة الكويت في 31 آب 1970 لأسرة أردنية عريقة من أصل فلسطيني.اصغر ملكة في العالم، فهي تبلغ من العمر 35 عاماً...وقد ولدت الملكة رانيا في الكويت لأب، هو فيصل ياسين الذي يعمل طبيب اطفال ويبلغ عمره 71 عاماً...
وقد نزحت الاسرة من موطنهم في الضفة الغربية (طول كرم) بالاراضي المحتلة الى الكويت قبل فترة وجيزة من حرب حزيران 1967م. ودأبت العائلة على زيادة ارض الاجداد في الضفة الغربية من حين لآخر، مما ساعد الملكة على تكوين مفاهيمها ورؤاها التي تحملها حالياً. وقد عملت على تحري اقصى درجات الحيطة والحذر وهي تحاول الجمع بين متطلبات الاصالة والمعاصرة، حيث حرصت على مراعاة التوازن على مستوى حياتها الزوجية التي امتدت حتى الآن لاثنتي عشرة سنة، وهي نفسها تمثل دليلاً باهراً على المزاوجة الفريدة بين التقليدية والحداثة
أكملت الملكة دراستها الإعدادية والثانوية في دولة الكويت وحصلت على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في القاهرة عام 1991. وبعد تخرجها من الجامعة عادت الملكة رانيا إلى الأردن وتابعت حياتها المهنية في قطاع البنوك وألحقتها بفترة عمل في مجال تقنية المعلومات.
وتم عقد قران جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسـين -الأمير آنذاك- على الملكة رانيا العبدالله في 10 حزيـران عام 1993. ورزقا بأربعة أطفال: سمو الأمير حسين الذي ولد في 28 حزيران عام 1994، سمو الأميرة إيمان التي ولدت في 27 أيلول عام 1996، سمو الأميرة سلمى التي ولدت في 26 أيلول عام2000، وسمو الامير هاشم الذي ولد في 30 كانون الثاني عام 2005.
وبعد زواجها من جلالة الملك عبدالله، وجّهت الملكة رانيا طاقاتها نحو المبادرات التي تهدف إلى تحسين مستويات حياة الأردنيين من مختلف قطاعات المجتمع.
و في عام 1995 أسست الملكة رانيا مؤسسة نهر الأردن لتعمل كهيئة غير حكومية على تمكين المجتمعات المستهدفة في المملكة اجتماعيا واقتصاديا للوصول إلى ظروف حياتية افضل، ومن ضمن برامجها برنامج حماية الطفل الذي يعمل على رفع سوية الممارسات الإيجابية لتربية الأطفال وحمايتهم. كما تقوم المؤسسة بالأشراف على برنامج تحسين إنتاجية المجتمع المحلي من خلال المساهمة في تأسيس ودعم مشاريع إنتاجية مستدامة تدار من قبل المجتمع المحلي وبرنامج خدمات تطوير الأعمال الذي يعمل على تمكين أصحاب المشاريع من خلال التدريب على المهارات اللازمة لإدارة وتأسيس وتطوير المشروعات الصغيرة.
وانطلاقاً من إيمان الملكة رانيا بأهمية تقوية وتعزيز دور الأسرة الأردنية بأفرادها أسست عام 2001 المجلس الوطني لشؤون الأسرة الذي يعمل بالشراكة مع القطاع العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني لتوفير البيئة المناسبة لدعم الاستراتيجيات والسياسات ذات الأثر المباشر على نوعية الحياة للأسرة الأردنية.
وتوجه الملكة رانيا جزءاً كبيراً من جهودها لقطاع الطفولة حيث ترأست الفريق الوطني لتنمية الطفولة المبكرة الذي خلص إلى استراتيجية وطنية شاملة لتنمية الطفولة في الأردن.
وقامت الملكة رانيا في عام 2000 بتأسيس "دار الأمان" التي تعتبر أول مركز في العالم العربي يعمل للتصدي لظاهرة الإساءة الموجه للأطفال من خلال العمل مع الأباء والأمهات والمربين في برامج متخصصة تهدف إلى توعيتهم حول هذه الظاهرة والتعامل معها.
وتقديرا لجهودها في مجال الطفولة قامت اليونيسف عام 2000 بدعوتها للانضمام للحركة العالمية من أجل الطفولة، وبذلك تقف الملكة رانيا إلى جانب شخصيات عالمية كنيلسون مانديلا في هذه المبادرة الهادفة لتحسين نوعية المعيشة للأطفال في العالم.
وفي نفس السياق انضمت الملكة رانيا عام 2001 إلى مجلس إدارة صندوق المطاعيم الهادف إلى توفير المطاعيم الأساسية لأطفال الدول الأكثر فقراً في العالم.
وانطلاقا من الدور الفاعل للشباب تولي الملكة رانيا هذا القطاع أهمية خاصة حيث تدعم الجهود والمبادرات والمشاريع الوطنية العاملة على تفعيل دور الشباب وتسليحهم بالمهارات الأساسية اللازمة للمشاركة الفاعلة في التنمية، وتقوم بمتابعة حثيثة لمشروع حوسبة التعليم الذي تنفذه وزارة التربية والتعليم والذي يعمل على توفير التدريب اللازم لمعلمي الوزارة على استخدام تكنولوجيا المعلومات والحاسوب في العملية التعليمية.
كما تقوم الملكة رانيا بمتابعة البرامج الهادفة لتمكين الشباب اقتصادياً مثل برنامج إنجاز وتحرص جلالتها على حضور ملتقيات الشباب وورش العمل الخاصة بهم.
وبناء على الدعوة التي وجهت للملكة رانيا عام 2002 من قبل مجلس أمناء المنتدى الاقتصادي العالمي انضمت جلالتها إلى المجلس الذي يعمل على متابعة تنفيذ رسالة المنتدى والملكة هي الشخصية العربية الوحيدة في المجلس الذي وجه الدعوة لها تقديرا واعترافا بجهودها الدولية في تجسير الفروق من خلال الحوار المتبادل واهتمامها بالقضايا الدولية ومحاوله التغلب على تحديات العصر.
وبناءً على الدعوة الموجهة للملكة رانيا من مؤسسة الشباب الدولية انضمت إلى مجلس إدارته عام 2001 وتعمل المؤسسة على إحداث تغيير إيجابي في حياة أكبر عدد ممكن من الشباب حول العالم أينما وجدوا وبناء شبكة عالمية من ممثلي القطاع الخاص والعام الملتزمين بتحسين نوعية الحياة للأطفال والشباب.
وتشغل الملكة رانيا منصب الرئيس الفخري لمجلس أمناء برنامج "السلام في الأرض" في جامعة لاروش والذي يرمي إلى تقديم المنح التعليمية للطلبة المتميزين من الدول النامية، ومن بين الحاصلين على هذه المنح العديد من طلبة الأردن.
والملكة هي الرئيسة الفخرية للأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية، وللجنة شؤون عمل المرأة العربية التابعة لمنظمة العمل العربية. كما أن الملكة هي الراعية لجمعية هشاشة العظام الدولية، والجمعية الأردنية للتبرع بالأعضاء، وجمعية أصدقاء مرضى السرطان.
كما تسلمت الملكة رانيا عددا من الجوائز الدولية التقديرية وشهادة الدكتوراه الفخرية من عدة جامعات دولية مميزه.
وتترأس الملكة رانيا حاليا قمة المرأة العربية في دورتها الثانية للسنتين القادمتين ،حيث تسلمت رئاستها خلال مؤتمر قمة المرأة الثاني الذي عقد في عمان في تشرين الثاني عام 2002 تحت شعار "المرأة العربية، روية جديدة".
الملكة رانيا العبدالله تتقن اللغة الإنجليزية إلى جانب اللغة العربية ولديها معرفة باللغة الفرنسية
"نحن عبد الله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، أنعم على رفيقة دربي، جلالة الملكة رانيا العبد الله، بوسام الحسين بن علي الرفيع، تقديراً لسجاياها وصفاتها النبيلة، واعترافاً بدورها المميز والقيادي في دفع مسيرة المجتمع الأردني ومواهبه الإبداعية، وفي خدمة شعبنا الأردني في مختلف المجالات والحقول، وبما تحمل من تسامح وتواضع وغيريّة والتزام بحمل الرسالة النبيلة لهذه الأمة العربية وإخلاص لرفاهها."
عودة إلى عام 1993، عندما التقيت بالأمير عبد الله للمرة الأولى على عشاء، لم أكن أتصور أبداً ما يخبئه القدر لي، ففي ذلك الوقت كنت خريجة جديدة أعيش وأعمل في عمان، ولم أتوقع أبداً أن أتزوج أميراً من السلالة الهاشمية، أو أن أكون ذات يوم، ملكة للأردن.
في أعقاب رحيل المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه وما صاحبه من حزن شديد، وجلوس جلالة الملك عبد الله على العرش، واجهنا مسؤوليات وتحديات هائلة، ومن حسن الحظ أننا كنا نمارس الحياة العامة في دورينا كأمير وأميرة، لكن التكيف مع دورينا كملك وملكة كان ما زال كبيراً وفي الحقيقة نحن نواصل التعلم ، وأنا أعتقد أننا سنبقى دائماً نتعلم.
إن كثيراً من الناس يهابون من لقب "ملكة"، لكنه بالنسبة لي وظيفة تشمل عدة أدوار، فواجبي في الأساس أن أشارك جلالته في جهوده الرامية إلى تحسين مستوى معيشة جميع الأردنيين، وفي الوقت الذي نحترم فيه تقاليدنا فإننا مصممان على بناء الأردن كمجتمع مدني حديث ونموذج للمنطقة بضمان مستويات مستدامة للنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية، وإضافة إلى ذلك فإنني أعمل في مجالات ترتبط بحماية الطفل وأمن الأسرة وتمكين المرأة وخلق فرص للشباب، وفي قطاعي الثقافة والسياحة. هل هو عمل يثير الرهبة؟ أجل... وهل هو مستحيل؟ كلا... إن مثل هذه التحديات تؤدي في حقيقة الأمر إلى بث النشاط والحيوية في نفسي.
وكأم عاملة، فإن التوفيق بين متطلبات الوظيفة ومتطلبات أربعة أطفال ليس سهلاً، فأنا مثل جميع الآباء والأمهات أسعى لتحقيق التوازن السليم. فنشاطاتي الرسمية تأخذ في حسبانها اليوم المدرسي للأطفال وخططهم وبرامجهم، بينما الفترات الطويلة التي أقضيها في ارتباطاتي خارج الوطن محدودة.
إن قضاء ساعتين كل ليلة مع الأطفال وهم ينجزون واجباتهم المدرسية أو القراءة لهم قبل النوم يعطيهم ويعطيني إحساساً بالأمان.
إنني في الوقت الحاضر أستمتع برعاية هاشم وبهذا الوقت المتميّز الذي أقضيه في المنزل مع أسرتي، فإحاطتهم بي تنبهني وتذكرني بما هو هام.
إذا كانت الأمومة قد علمتني شيئا، فقد علمتني بأن لا أكون أما لأبنائي فقط، بل ولكل طفل أقابله. فجميع الأطفال يشتركون بنفس البراءة والضعف، وهم جميعا أعزاء علينا ولديهم طاقات واعدة هائلة." من مقابلة لجلالة الملكة رانيا أجرتها صحيفة الجوردان تايمز
عندما تكون أبا تقع عليك مسئولية الإصغاء للأطفالك بشكل جيد، والإجابة بترو على أسئلتهم واستفساراتهم. ولكننا في الغالب عندما نواجه براءة طفولتهم وأسئلتهم البريئة، قد نبدأ بسؤال أنفسنا لماذا تكون الأمور على هذا الحال، وليست كما يجب أن تكون؟ من خلال الإصغاء الى أطفال العالم، وسماع أصواتهم، والتفكير مليا بأسئلتهم، نستطيع بالتأكيد أن نجد طريقة للمضي قدما. فالإصغاء قبل كل شيء، هو الواجب الأول في الحب.
من أجل ذلك، فإن شعب وحكومة الأردن ملتزمان بتقديم أفضل مستقبل ممكن لأطفالنا الأعزاء. وتماشيا مع رغبة جلالة الملك عبدالله بأن يكون الأردن أنموذجا اقليميا للتعليم الإبداعي ، أطلق الأردن مبادرته التعليمية التي من شأنها أن تجعل كافة الطلبة الأردنيين على قدر كبير من الكفاءة والقدرة على المنافسة عالميا.
ولكننا في الوقت نفسه نظل واعين للظروف الخاصة التي تواجه البعض من مواطنينا. فنحن الأردنيين مصممون على حماية أطفالنا من كافة أنواع الأذى الجسدي والنفسي والجنسي. وقد تمكن برنامج سلامة الطفل التابع لمؤسسة نهر الأردن ، وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، من تجاوز بعض المحظورات من خلال معالجة مسألة الإساءة للأطفال وتعليم الأسر المهارات الايجابية للأبوة. إن كسر حاجز الصمت ليس سهلا دائما، ولكن عندما ينادينا أطفالنا فإننا لن نتردد في التحدث بالنيابة عنهم.
كم أننا نعمل أيضا لضمان أن ينشأ الأطفال في بيئة تدعم حقهم في الرعاية والتطور من خلال تقديم السياسات والبرامج المناسبة. فمن خلال التزام وإخلاص أكثر من مئتي خبير من مؤسسات عامة وخاصة بما فيها المجلس الوطني لشئون الأسرة ومنظمة اليونيسيف، أطلق الأردن خطة العمل الوطنية للأطفال في شهر تشرين الثاني عام 2004.هذه الخطة العشرية التي صممت لتحسين الظروف الحياتية للأطفال، في مجالات الصحة والتعليم والرعاية ستضمن أن يحصل الأطفال على أفضل بداية ممكنة لهم في الحياة، وعلى نوعية تعليم جيدة ومبتكرة، وعلى الفرص لتحقيق امكاناتهم